قصة حياة مار اهرون السروجى السريانى

بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين

بسم الثالوث القدوس

مار اهرون السروجى السريانى

( نشأته )

ولد فى مدينة سروج من بلاد مابين النهرين حوالى سنة 530م من ابوين مسيحيين تقيين وغنيين جدا كان اسم ابيه توما واسم امه انسطاسيا فربياه تربية مسيحية وعلماه الآداب الانجيلية فأحب منذ صغره حياة الصلاة والعبادة 0

(رهبنته)

ولما أصبح صبياَ يافعاَ استأذن اباه ليخرج مع رعاة غنم ابيه التى كانت ترعى فى منطقة بعيدة عن المدينة وبعد الحاح أذن أبوه واعطاه دابة ركب عليها وصحبه احد الرعاة حتى وصلا الى عند مراعى الغنم ومكث مع الرعاة يومين ثم ابصر من بعيداَ مبنى منفرداَ فسأل عنه الرعاة فقالوا انه دير الزخائر يسكنه رهبان كاملون يتعبدون لله ليلاَ ونهاراَ فاشتاق الصبى أهرون ان يزور هذا الدير ليراه ويرى الاباء الرهبان االمقيمين فيه فقال لواحد من رعاة غنم أبيه امض بنا الى هذا لأننى مشتاق جداًَ ان ازوره فصحبه الرعى وأتيا الى الدير وتباركا من المتوحدين الذين كانوا هناك ثم قال للعبد انى مشتاق أن أمكث هنا هذه الليلة فأذهب أنت الى الغنم وارجع غداً لتأخذنى فرجع الراعى الى مكانه ولما الصبى أهرون فقد مكث تلك الليلة بالدير ساهراً وفى هدوء الليل سمع خدمة الرهبان وصلواتهم وتسابيحهم الروحانية فأعجب جداً بهذا الجو الملائكى وفى الصباح ذهب الى رئيس الدير وسجد لة قائلاً أريد يا سيدى أن أقيم عندك هنا واصير لك تلميذاً وأبناً روحياً فقبله رئيس الدير وتنبأ له بالروح القدس وقال للرهبان المجتمعين حوله "طوبى للاب والام الذين ولدا هذا الصبى فانى اقول لكم ان كثيرين من بنى البشر سيدخلون ملكوت السموات على يديه" فتعجب الرهبان من ذالك ومجدوا الله0

بعد ذالك جاء الراعى ليأخذ الصبى فرفض ان يذهب معه وقال له اننى سأمكث هنا بالدير فأندهش الراعى جداً وقال له ارجع معى حتى اسلمك الى ابيك وبعد ذالك افعل ما شئت فلم يوافقه اهرون فأخذ الراعى وهو خائف من والد الصبى ولكن لما لم يجد فائدة خرج من الدير وذهب الى سيده توما والد اهرون وقص علية الموضوع فأندهش توما وكل بيته بسبب تصرف ابنه الصغير اهرون فقام هو وأمرأته وأخذ هدايا جزيلة وتوجها الى الدير وهناك تباركا من اللآباء القديسين وطلبا من ابنهما اهرون ان يرجع معهما ويسعملان له كل ما يريده لراحته ولكنه رفض وقال لهم لاتحزناه فأننى لا اريد ان اخرج من الدير اما هما فألحا كثيراً ان يرجع معهما فابى فتركاه فى الدير ورجعا الى بيتهما حزانى بسبب فراق ابنهما المحبوب0
( جهاده فى الدير )

مكث فى دير الزخائر مدة عشرة سنوات وتعلم تراتيل ومزامير البيعة كما تعلم جميع طقوس الرهبنة وادابها وفضائلها المختلفة وكان محبوب من جميع الرهبان

( خروجه للوحده )

بعد تلك المدة عزم القديس على الخروج الى الجبل طالباً للوحدة الكاملة والسكون فسجد للاخوة وقال لهم اسألكم يا ابائى واخوتى ان تصلوا علي ,وللوقت جاوبه الجميع بفم واحد قائلين امضى بسلام يا اخانا الحبيب ربنا يسوع المسيح يكون معك ويباركك كمثل مشيئته الصالحة0

وللوقت خرج من الدير وصعد الى رأس الجبل فوجد سقيفة(مغارة) فسكن فيها لمدة ثلاث سنين وكان طعامه من نباتات الجبل وثمار الاشجار التى تنبت فيها0
[size=21]
( تلمذته لاغريغورى المتوحد )

[right][b]نزح مار اهرون الى جبل يسمى جبل الأرمن فوجد هناك متوحداً يدعى اغريغورى فأقام عنده مدة ثلاث سنوات فى نسك شديد وكان يأكل مرة واحدة كل يوم0

( رحيله الى أورشليم مع معلمه )

فكر اغريغورى المتوحد وتلميذه اهرون ان يذهبا الى أورشليم لأخذ بركة الاماكن القدسة فقاما وتوجها الى أورشليم وفى الطريق تنيح القديس غريغورى فى احدى القرى فدفنه ابنه اهرون بعد ان كفنه وجنزه كما يليق0

بعد ذالك واصل سيره الى أوشليم وفى هذا الوقت انعم عليه الله بمواهب شفاء الامراض واخراج الشياطين فكان ينتقل من مكان الى اخر فى رحلته الطويلة وفى كل مكان يحل فيه كانوا يقدمون اليه المرضى والمسروعين واللذين فيهم ارواح شريرة فكان الجميع ينالون الشفاء ببركة صلاته وبمجرد ان يمسهم القديس بالزيت0

وفى مدينة أمد التى مرد بها صنع عجائب كثيرة فشفى صبياً مخلعاً واخر مجزماً وغير ذالك فلما سمع به مار تادرس اسقف المدينة استدعاه اليه واستضافه عنده0

( رسامته قساً ثم مواصلة رحلته )

عرض عليه مار تادرس ان يرسمه قساً فرفض القديس ولما الح عليه قبل الشرطونية من يده فرسمه قساً يوم احد العنصرة(اى عيد حلول الروح القدس)0

بعد ذالك شكر مار اهرون الاسقف مار تادرس واهل مدينته ثم غادر المدينة ولما وصل الى احدى البلاد سكن بالقرب منها لمدة اربعة سنوات حيث بنى ديراً صغيراً واجتمع حوله بعض الرهبان وفى نهاية الاربع سنوات ودعهم واستأنف رحلته الى اورشليم وفى طرقه نزل الى احدى البلاد التى كانت تعبد الاصنام وقام فيها ميتاً فامن جميع اهل المدينة بالمسيح فعمدهم القديس اهرون القس وعلمهم مبادئ الدين المسيحى وبنى لهم كنيسة0

( وصوله الى أورشليم ثم رجوعه الى ديره )

أستأنف القديس رحلته الى أورشليم فوصل الى هناك وصلى فى الاماكن المقدس وتزود ببركاتها ثم رجع الى ديره بالقرب من مدينة سروج فوجده قد تخرب0

( الملاك يرشده الى مكان يسكنه )

اغتم

القديس الى حينما رأى ان ديره قد تخرب فأخذ يصلى الى الله ان يهديه الى مكان يسكنه وفى نصف الليل ظهر له ملاك الرب وبعد ما ان اعطاه السلام قال له قم اذهب الى جبل الارمن واسكن هناك فقالم واجتاز نهر الفرات ومشى اياماً كثيرة ولاقى صعوبات عديدة أخيراً وصل الى ذلك الجبل وكان يعيش بجهاد صعب ونسك عظيم 0سمع بة الناس القريبون من ذلك الجبل فاتوا الية وكان الرب يعمل عاى يدية اَيات وعجائب كثيرة 0مكث فى ذلك الجبل ثلاث سنوات ثم ارشده ملاك الرب الى مكان اَخر بقرب نهر الفرات فذهب اليه وسكن فيه0

( ذيوع صيته )

ذاع صيت القديس فى تلك الاماكن فقصده الناس طالباً للمشورة او للسفاء من بعض الامراض وسكن معه فى ذلك الجبل خمسون شاباً تتلمذوا على يديه وصاروا رهباناً تحت رعايته0

( القديس يخرج شيطاناً من ابنة الملك )

دخل روح نجس فى ابنة ملك القسطنطينية وكان الشيطان يصرخ: ان كان اهرون السروجى لا يجئ فأنا لا أخرج فأرسل الملك ثلاثة رسل الى بلاد المشرق يبحثون عن القديس اهرون فسافروا اياماً كثيرة وهم يسألون عن مكانه حتى وصلوا اليه اخيراً واعلموه بطلب الملك فقبلهم وآراحهم ثم قال لهم امضوا انتم بسلام والله يفعل ما يشاء وسأسبقكم الى هناك0

بعد ذالك صلى القديس مع تلاميذه وتناول من الاسرار المقدسة ثم ودعهم وذهب متوجهاً الى القسطنطينية وفى الطريق كان ينزل الى بعض الاماكن ويصنع قوات عظيمة وأشفية كثيرة0

لما وصل الة القسطنطينية استقبله الملك وفرح به وقدم له البنت التى فيها الروح النجس وهى تصرخ وتزيد فلما نظرها القديس معذبة بهذا المقدار دمعت عيناه وصلى قدام الرب ثم امر الشيطان بالخروج من الصبية وألا يعود اليها مرة اخرى فخرج الشيطان وعفيت الصبية ففرح الملك وكل البلاط بشفاء الاميرة ثم قال الملك للقديس اطلب منى ما شئت اعطيك اياه فطلب من الملك ان يتبرع ببعض المال لديره الذى ببلاد المشرق لاقامة كنيسة وبعض المبانى الاخرى وتوصيل المياه الازمة للدير ففرح الملك بطلب القديس ووعده بأرسال الاموال والرجال اللازمين لعمل كل ما يحتاجه الدير ثم ودع القديس الملك ورجع قاصداً ديره وفى اثناء رجوعه نزل ببعض البلاد وعمل آيات واشفية واخرج شياطين من كثيرين0
( وصوله الى الدير)

اخيرا وبعد سفر طويل وصل الى الدير بسلام فوجد تلاميذه ينتظرونه بفارغ الصبر فلما رأوه فرحوا فرحاً عظيماً جداً كمن وجد جوهرة كريمة كثيرة الثمن0

وبعد قليل وصل الصناع والفعلة المكلفون من قبل الملك بعمل الابنية اللازمة للدير فبنوا كنيسة وبعض المبانى الاخرى وعملوا مجارى لتوصيل المياه الى الدير0

( ايامه الاخيره )

استقر القديس فى ديره مع تلاميذه وكان يعمل نسكيات عالية وارتفع جداً فى الفضائل الملائكية وكان الله يصنع على يديه الكثير من الآيات والكثير من المعجزات وكان الناس يأتون اليه من جميع الاقطار ومعهم المرضى والمصابين بأمراض مستعصية او ارواح شيطانية وكان الرب يمنحهم الشفاء بصلوات القديس0

( نياحته )

لما شاخ القديس وشبع اياماً حضرته الوفاه فجمع اولاده الستة والسبعين الموجودين بالدير واوصامه قائلاً: يا اولادى انا منتقل من هذه الحياه الى عند المسيح فأنظروا الى انفسكم وتدبروا بمخافة الله كما يليق بشكلكم المقدس(زيكم الرهبانى) وعيشوا مع بعضكم بالمحبة والسلام وسيكون الاخ توما هو مدبركم ومشيركم بعدى0

وبعد ذلك اخذ يصلى ثم قال:ايها الرب اقبل روحى, وللوقت اسلم روحه الطاهرة بيد الرب الذى احبه وتنيح بسلام فى يوم احد العنصرة(اى عيد حلول الروح القدس) من شهر آيار (مايو) سنة 648م وله من العمر 118 سنة فدفنوه فى كنيسة الدير0

صلاته تكون معنا آمــــــــــين